يحتفل الأمازيغ في الجزائر يوم 12 يناير بحلول السنة الامازيغية الجديدة المعروفة اختصارا بـ"يَنَّايَر" بإقامة بعض التقاليد المعهودة بهذا الاحتفال مثل تحضير أطباق وأكلات خاصة وإقامة حفلات تعكس تراث المنطقة. ويحتفلون بهذا العيد تعبيرا عن دخول رأس السنة الفلاحية الجديدة
تتضارب الروايات حول منشئها إذ يعتقد البعض أن بداية السنة الأمازيغية يعود إلى انتصار الملك الأمازيغي شاشناق على الفراعنة في معركة وقعت على ضفاف النيل سنة 950 قبل الميلاد. ويقول رشيد مليكة في كتابه "البرابرة الأوائل بين حوض المتوسط والطاسيلي والنيل" إن الملك البربري "شاشناق الأول" بعد النصر الذي حققه في النيل على الفراعنة أعلن عن ميلاد السلالة 23 للبرابرة، وأنه منذ ذلك الحين شرع في التأريخ للسنة الأمازيغية.
واليوم أصبحت الجزائر تحتفل برأس السنة الأمازيغية من خلال إقامة طقوس تختلف من منطقة إلى أخرى فمنطقة القبائل التي تعد معقل الأمازيع تقوم العائلات بتحضير أطباق تقليدية مثل الكسكس بلحم الديك يتم ذبحه في المنزل، كما تقوم بعض العائلات الأخرى بوضع الحنة للأطفال وأخرى تجعل هذه المناسبة فرصة لختان الأطفال. ويقول سعيد بوطرفة المتخصص في تقاليد الأمازيغ إن هذه الاحتفالات ترمز إلى العلاقة الموجود بين الإنسان والطبيعة.
ويحتفل أمازيغ الصحراء الجزائرية المعروفين باسم التوارق بهذا اليوم بطريقتهم الخاصة ويعدّون أطباقا تقليدية ويقيمون احتفالات على أنغام ورقصات ترقية. وتؤكد بادي ديدة الباحثة أن التوارق لا يفرطون في هذا الاحتفال كونه يمثل رمز تاريخي بالنسبة لهم.
ويحتفل سكان الشنوة نسبة إلى جبال الشنوة الواقع بولاية تيبازة بإعداد أنواع من الخبز باستخدام أعشاب يتم جمعها في البراري.
ونفس الاحتفالات تعرفها مناطق أخرى من الجزائر بما في ذلك غير الأمازيغية. فمنطقة تلمسان لا تفوت الاحتفال بـ"يناير" ويجتمع أفراد العائلة مباشرة بعد صلاة المغرب لتناول العشاء معا وتوزيع الهدايا على الأطفال. وهناك اعتقاد في تلمسان أن "امرأة يناير" تطوف ليلا بالمنازل وتوزع الحلوى والهدايا.
ويتزامن الاحتفال برأس السنة الأمازيغية في الجزائر بإقامة العديد من التظاهرات الثقافية والندوات الفكرية لتسجيل التنوع الثقافي الذي تعرفه الجزائر. وبادر مركز فنون وثقافة للجزائر العاصمة بمناسبة يناير إلى تنظيم معارض للصناعات التقليدية، وحفلات موسيقية نشطها فنانون جاؤوا من المناطق الأمازيغية.
ولكن هذه العادات والتقاليد لم تبق في طابعها الاحتفالي والتاريخي فقط بل امتدت السياسة إليها ويطالب بعض الناشطين في الحركة الأمازيغية بتصنيف 12 يناير من كل عام في إطار الأعياد، ويناضل هؤلاء من أجل ترسيم يناير كعطلة رسمية على غرار رأس السنة الهجرية.